المصدر : جريدة اليوم السابع 8/10/2017

كتب - تتميز محافظة سوهاج بعدد من المناطق الأثرية المهمة التى تحتاج إلى اهتمام إعلامى وترويج سياحى لها كى تلفت أنظار العالم لها.

المعبد المركز الرئيسى لعبادة الإله أوزوريس

ومنها معبد "أبيدوس" هو أحد الآثار المصرية الفرعونية القديمة، ويقع فى مدينة البلينا جنوب محافظة سوهاج على الضفة الغربية لنهر النيل، وعلى مسافة اثنى عشر كيلو متراً جنوب شرق البلينا، وكان المعبد المركز الرئيسى لعبادة الإله أوزوريس، ويشتهر بكثرة المقابر والمدافن والتى تُنسب إلى ملوك الأسرة الأولى والثانية.

شيد فى عهد الملك سيتى الأول

ويختلف المعبد فى تصميمه المعمارى عن باقى المعابد المصرية، حيث بنى على محورين الجزء الأول من الشرق إلى الغرب ويتجه المحور الثانى من الشمال إلى الجنوب، وقد شيد فى عهد الملك سيتى الأول و أكمله ابنه الملك رمسيس الثانى وترجع شهرته لتخطيطه الفريد و لأنه يحتوى على سبع مقاصير لعبادة ست آلهة بالاضافة إلى سيتى نفسه.

كُشف حديثاً عن واجهة المعبد الأصلية، وأُعيد تركيبها، فظهر الصرحان الكبيران للمعبد، أما الفضاء الذى يليها فهو مكان الفناء الأول والفناء الثانى للمعبد، وهما ينتهيان بواجهة المعبد، ومدخله الحالى بأعمدته المربعة وحوائطه التى رُسمت عليها بالحفر بعض وقائع "رمسيس الثانى" الحربية، وانتصاراته فى آسيا، كذلك كُتب عليها بعض النقوش التذكارية الخاصة به.

المعبد تخطيطه فريد من نوعه

المعبد تخطيطه فريد جداً، لإنه على شكل زاوية قائمة، أو على هيئة الحرف اللاتينى L، وتقع مقصورة قدس الأقداس وهى المقصورة الرئيسية بشكل عمودى على سلسلة الأفنية، والقاعات المتعاقبة للأعمدة ،ويرتكز السقف على أربعة وعشرين عموداً، والأعمدة من أسفل على شكل حزم البردى، أما تيجانها فعلى هيئة زهرة لم تتفتح بعد، وتنقسم الأعمدة إلى صفين، كل صف به اثنا عشر عموداً، وكل صف ينقسم إلى ست مجموعات، وفى كل مجموعة عمودان متقاربان، ثم يوجد ممر متسع قليلاً، ثم نجد عمودين متقاربين آخرين، وهكذا، ويوجد فى القاعة سبعة ممرات تتصل بالممرات الأخرى التى تماثلها فى قاعة الأعمدة الثانية.

وقال أشرف عكاشة مدير عام منطقة آثار أبيدوس بمدينة البلينا، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع": إن معبد أبيدوس "سيتى الأول"، هو المعبد الوحيد الذى يحتوى على 7 مقاصير بجمهورية مصر العربية، فهو من أجمل وأكمل المعابد المصرية التى خصصت لعبادة الإله أوزوريس "إله العالم الأخر وإله الموتى" عند قدماء المصريين، ويعتبر فريد فى تصميمه المعمارى لما يحويه من 7 مقاصير مخصصه لإله المصريين القدماء، وكرس الملك سيتى الأول الذى شيد المعبد مقصورة لنفسه كإله .

قبلة القدماء المصريين للحج

يعتبر المعبد، من المعابد الجميلة، لما يحويه من ألوان مازالت تحتفظ برونقها وجمالها، ويعد هذا المعبد قبلة القدماء المصريين، فهو بمثابة منطقة للحج لهم، حيث كانوا يعتقدون أنها المنطقة المقدسة لأداء فريضة الحج للإله أوزوريس، لأنه كان القبر الرمزى له وهو إله الموتى فى العالم الأخر، وهذا المعبد له نظام دينى ومعمارى فريد.

المعبد يحتوى على 60 عامود

كما يضم المعبد خلفه مبنى فريد من نوعه هو "الأوزوريون" وقد صمم عى أساس أن تحيط به المياه من كل الاتجاهات، فهو عبارة عن قنوات متصله بنهر النيل ومساحة المعبد 112 متر طول فى 80 متر عرض، ويعد قبلة السائحين من جميع أنحاء العالم ويوجد به صالتين الأولى بها 24 عامود والأخرى 36 عامود كما أن به رؤوس الملك رمسيس الثانى، والتى وجدت بالقرب من المعبد وابن سيتى الأول وهو الذى أكمل بناء المعبد .

المسيحيون عاشوا به بعد اضطهاد الرومان لهم

معظم المعبد كان مغطى ومردوم بالرمال، كما استخدمه المسيحيون  كسكنه للمعيشة أيام فترة اضهاد الرومان لهم، وما وجد من سواد بسقف المعبد هو آثر الحياة اليومية من طبخ وغيره.

الكشف عن 14 مقبره "مدينةعمال"

كما يوجد به غرف للمراكب المقدسة والاحتفالات الدينية للكهنه المشرفين داخل المعبد وتم الكشف عن 14 مقبرة خلف المعبد وهى مقابر العمال "مدينة العمال" والذين شيدوا مقابر ملوك الأسرة الثانية والأولى والتى ترجع إلى 3300 ق.م وهناك الكثير من البعثات الأجنبية التى تعمل بالمنطقة لمحاولة البحث عن الكثير من الأماكن التى لم يتم اكتشافها .

76 إسم ملك على جدران المعبد

والمعبد يحتوى على قائمة بأسماء الملوك الذين حكموا مصر الفرعونية من الملك مينا حتى الملك رمسيس الثانى وتضم أسماء 76 ملكا.

ودعا "عكاشة" الإعلام للنظر للمنطقة الأثرية بسوهاج، لأنها منطقة هامة، كما دعا لاهتمام الدارسين من طلاب وأساتذة الاثار بالجامعات المصرية، مضيفا أن وزارة الأثار تقوم بسحب المياه الجوفية بالمنطقة الأثرية وهى على وشك الانتهاء، داعيا القائمين على شركات السياحة الترويج لاثار سوهاج.